يلا شوت – يستعد باريس سان جيرمان لخوض نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية خلال خمس سنوات، في مواجهة مرتقبة ضد إنتر ميلان يوم السبت. لكن هذا الفريق الذي قاده لويس إنريكي يبدو مختلفًا تمامًا عن نسخة 2020، حيث تم بناء فريق متماسك يعتمد على الأداء الجماعي والأسلوب الفني، بعيدًا عن سياسة النادي السابقة التي فضّلت تجميع النجوم.
مع رحيل كليان مبابي إلى ريال مدريد الصيف الماضي، لم يسارع النادي الباريسي للبحث عن بديل مباشر، بل قرر المدرب لويس إنريكي إعادة تشكيل الفريق بأسلوب مبتكر. النتائج جاءت مذهلة، حيث أصبح باريس سان جيرمان أحد أكثر الفرق الأوروبية إثارة هذا الموسم، والفوز باللقب الأوروبي قد يكون التتويج لأداء فريق يلعب بروح جديدة ومتناغمة.
هذا النجاح لا يعني افتقار الفريق للنجوم الموهوبين، بل يضم أسماءً بارزة على الساحة الكروية العالمية. عثمان ديمبيلي، الحاصل على كأس العالم، يعيش أفضل مواسمه بتسجيله 33 هدفاً وصناعة فرص مثالية جعلته مرشحاً قوياً للحصول على الكرة الذهبية. كما انضم الموهوب خفيتشا كفاراتسخيليا من نابولي في يناير ليصبح جزءاً حيوياً من الفريق، إلى جانب حارس الفريق الأساسي جيانلويجي دوناروما الذي تألق بشدة واستعاد بريقه هذا الموسم.
ومع اقتراب المباراة النهائية، لنلقِ نظرة على اللاعبين الأساسيين الذين يشكلون قلب هذا الفريق الطموح:
جيانلويجي دوناروما (حارس المرمى):
بعد أكثر من أربع سنوات في حراسة عرين باريس سان جيرمان، شهد دوناروما تحسناً كبيراً في أدائه هذا الموسم. لعب دوراً بطولياً بتصدياته الحاسمة، حيث أنقذ الفريق من 35 تسديدة خلال البطولة، بنسبة نجاح بلغت 72%. أظهر أفضل مستوياته في الأدوار الإقصائية، ما جعله عنصر أمان حقيقي للفريق.
أشرف حكيمي (الظهير الأيمن):
يُعتبر حكيمي مفتاحاً رئيسياً في خطط إنريكي، حيث كان دوره في الهجوم والدفاع متوازناً بشكل رائع. بعد أن سجل 8 أهداف وقدم 12 تمريرة حاسمة هذا الموسم، كان اللاعب الدولي المغربي عنصراً لا غنى عنه في انطلاقة باريس سان جيرمان القوية.
ماركينيوس (قلب الدفاع):
المحارب القديم والقائد الوفي، حقق ماركينيوس إنجازاً كبيراً بمشاركته في مباراته المائة بدوري أبطال أوروبا. لا يزال البرازيلي المتماسك مركز قوة دفاعي للفريق منذ انضمامه في عام 2013، وشارك هذا الموسم في 41 مباراة مميزة.
ويليان باتشو (قلب الدفاع):
المنضم حديثاً من آينتراخت فرانكفورت، تكيف باتشو بسرعة مع أجواء النادي وأثبت نفسه كشريك دفاعي مثالي لماركينيوس. لعب دوراً هائلاً في التتويج بلقب الدوري الفرنسي وكأس فرنسا بخوضه 51 مباراة مذهلة.
نونو مينديز (الظهير الأيسر):
برز مينديز هذا الموسم كأحد أهم لاعبي الجناحين تحت قيادة إنريكي. أسهم بتسجيل 5 أهداف وتقديم 5 تمريرات حاسمة خلال الموسم وكان مصدر تهديد دائم للخصوم بفضل سرعته وقدرته الهجومية.
جواو نيفيس (محور الوسط):
بقدرات استثنائية على التحكم بإيقاع اللعب من خط الوسط والتوازن بين الدفاع والهجوم، لعب نيفيس، البالغ من العمر 20 عاماً، دوراً محورياً هذا الموسم، مشاركاً في 51 مباراة وسجل 5 أهداف.
فيتينيا (وسط متقدم):
أثبت فيتينيا أنه لاعب متعدد المهارات ومؤثر بشكل كبير سواء في الهجوم أو الدفاع. مع تسجيله 7 أهداف وصناعة العديد من الفرص الحاسمة، شكّل عنصراً أساسياً للفريق الذي تطور فعالياً تحت قيادة إنريكي.
فابيان رويز (محور الوسط):
لعب الإسباني المخضرم 53 مباراة مبهرة هذا الموسم وساهم بـ5 أهداف و10 تمريرات حاسمة. كان أداؤه في الأوقات الحاسمة، مثل هدفه ضد أرسنال في نصف النهائي، إحدى أبرز لقطات الموسم.
انعطافة جديدة: ديزاير دوي
بعد تألقه مع المنتخب الفرنسي وحصوله على الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية، واصل ديزاير دوي البالغ من العمر 19 عامًا سطوعه مع باريس سان جيرمان. في موسمه الأول، أظهر اللاعب الشاب قدرات مميزة بتسجيله 13 هدفًا وصناعته لـ13 هدفًا آخر. سريع التأقلم مع تكتيكات المدرب لويس إنريكي، أصبح دوي، الذي يتميز بمركزه كجناح هجومي، ركيزة أساسية في منظومة الفريق. كما سجل هدفًا في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال ضد أستون فيلا، وهو الرابع له في البطولة الأوروبية هذا الموسم، مما جعل مستواه اللافت محط أنظار الجميع كواحد من ألمع مواهب القارة.
نجم الهجوم: عثمان ديمبيلي
إذا كان لأي لاعبٍ تأثير استثنائي هذا الموسم مع باريس سان جيرمان، فهو بلا شك عثمان ديمبيلي. النجم الفرنسي قدّم أرقامًا خارقة بتسجيله 33 هدفًا وإضافة 11 تمريرة حاسمة إلى رصيده، مما جعله يحظى بترشيح قوي للكرة الذهبية إذا تمكّن النادي من تحقيق الثلاثية التاريخية. ديمبيلي برز في اللحظات الحاسمة بدوري الأبطال هذا الموسم وسجل ثمانية أهداف حيوية أثرت بشكل مباشر على مشوار الفريق.
البدائل في صفوف باريس سان جيرمان: القوة الداعمة وخيارات المستقبل
ماتفي سافونوف: حارس المرمى الاحتياطي الجاهز
من بين البدائل الواعدة، يظهر ماتفي سافونوف كخيار أساسي في غياب جيانلويجي دوناروما. الحارس الشاب أثبت جدارته خلال 17 مباراة خاضها هذا الموسم، منها مباراتان في دوري أبطال أوروبا، مما يثبت استعداده لتقديم أداء قوي عند الحاجة.
أرناو تيناس: الحارس الاحتياطي بتأثير مفاجئ
قد يكون ظهوره محدودًا، حيث خاض مباراتين فقط هذا الموسم، لكنه أظهر لمسة إبداعية من خلال تمريرة حاسمة في مباراته الوحيدة في الدوري الفرنسي، التي حسم فيها باريس سان جيرمان الفوز بنتيجة 4-1 أمام مونبلييه. برغم قلة مشاركاته، يبقى عنصرًا مفيدًا إذا استدعت الحاجة.
لوكاس هيرنانديز: المدافع متعدد المهام
النجم الدفاعي شارك في 24 مباراة هذا الموسم، بما في ذلك أربع مواجهات في دوري الأبطال. لوكاس يعد من الخيارات الأولى لتعويض غياب الأساسيين، نظير مستواه الثابت وقدرته على تقديم دور حاسم عند الضغط.
لوكاس بيرالدو: القوة الدفاعية الصاعدة
مع خبرة متمثلة بـ33 مباراة هذا الموسم، منها أربع مواجهات أوروبية، بات بيرالدو من العناصر المهمة التي يمكن الاعتماد عليها لتعزيز الخط الخلفي للفريق.
لي كانغ إن: ملك النشاط الهجومي في الوسط
الدولي الكوري الجنوبي أثبت أنه إضافة ثمينة لتشكيلة باريس سان جيرمان. برغم عدم كونه لاعبًا أساسيًا بشكل دائم، إلا أنه خاض 46 مباراة وساهم بستة أهداف وست تمريرات حاسمة في الدوري الفرنسي، ما يبرز قيمته كعنصر وسط متعدد المهام.
سيني مايولو: الشاب الطموح في منتصف الميدان
في سن التاسعة عشرة استطاع مايولو إثبات نفسه كواحد من المواهب الواعدة للفريق. مع مشاركته في 23 مباراة وتسجيله هدفًا مميزًا في دوري الأبطال خلال الفوز الكبير على بريست بنتيجة 7-0، قدم مايولو لمحة عمّا يمكن أن يقدمه مستقبلًا.
وارن زاير إيمري: مشروع النجم القادم
على الرغم من قلة مشاركاته كأساسي هذا الموسم، لكن هذا المراهق الواعد لعب دورًا ملحوظًا، بمشاركته في 47 مباراة، بينما أضاف 12 دقيقة من الحضور الأوروبي إلى سيرته الذاتية.
برادلي باركولا: من بداية بطيئة إلى نجم متألق
موسم باركولا تطور بشكل لافت؛ سجل 21 هدفًا وقدم 17 تمريرة حاسمة. أداءه المتصاعد يجعله واحدًا من الأسماء المرشحة بقوة لدخول التشكيلة الأساسية، بل وربما يصبح لاعبًا لا غنى عنه مستقبلاً.
جونكالو راموس: الورقة الرابحة على مقاعد البدلاء
إذا احتاج باريس سان جيرمان إلى دعم هجومي متأخر، فإن جونكالو راموس هو الرجل المناسب. مع إحرازه 18 هدفًا وتقديمه 6 تمريرات حاسمة هذا الموسم، يمثل خيارًا أساسيًا لتغطية الهجوم أو قلب مجريات المباريات المعقدة.
لويس إنريكي: عبقرية تكتيكية تُلهم باريس سان جيرمان
تحول الأنظار في باريس سان جيرمان هذا الموسم من الأضواء الفردية مثل مبابي إلى دور المدير الفني لويس إنريكي. باعتباره المهندس المبدع خلف رحلة الفريق نحو نهائي دوري أبطال أوروبا، قدّم إنريكي نسقًا تكتيكيًا فريدًا وسريع التنفيذ يبرز قيمة الفريق كوحدة متماسكة. سواء انتهت مباراة السبت بالفوز أو الخسارة، فإن إرث إنريكي لهذا الموسم سيُخلّد كواحد من أفضل العقول الإدارية في الكرة الحديثة، مع بصمته الثابتة في كتاب نجاحات باريس سان جيرمان.