قرار تشيلسي بعدم التعاقد مع حارس مرمى ميلان، مايك ماينان، خلال هذا الصيف، يكشف عن تغيّر واضح في مسار النادي تحت إدارة الثنائي لورانس ستيوارت وبول وينستانلي. خطوة عدم الخوض في صفقة كهذه تعبر عن نهج جديد يتبع الكفاءة الاقتصادية مع التركيز على تطوير الخيارات الحالية داخل الفريق، وهو الأمر الذي يحمل دلالات ملفتة لعشاق البلوز.
بحسب تصريحات كافيه سوليكول من شبكة سكاي سبورتس، لم يتقدم النادي بأي عرض رسمي لضم حارس ميلان، رغم الفرصة التي أُتيحت بنقل اللاعب. عدم التحرك لإتمام الصفقة لا يبدو ناجمًا عن صعوبة مالية فحسب، بل يأتي ضمن خطة متعمّدة لإعادة ضبط الإنفاق وتعميق الاعتماد على المواهب المتاحة. ومع وجود وفرة في مركز الحراسة بأسماء مثل روبرت سانشيز، جورجي بيتروفيتش، ومايك بيندرز، إلى جانب فيليب يورغنسن الشاب، بدا للنادي أنهم يملكون العدد الكافي من الموارد لتغطية متطلباتهم الرياضية حالياً.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يمتلك هؤلاء الحراس الجودة والخبرة الكافية لقيادة تشيلسي في موسم يسعى فيه النادي إلى استعادة مكانته المرموقة محلياً وأوروبياً؟ روبرت سانشيز القادم من برايتون يتميز بخبرته الميدانية لكن يعاني أحيانًا من تذبذبٍ في مستواه. أما جورجي بيتروفيتش، الذي أبهر البعض في المناسبات القليلة التي شارك فيها الموسم الماضي، فما زال يُعتبر غير مكتمل النضج ليحظى بثقة مطلقة في منافسات النخبة.
النادي على ما يبدو يُركّز على المدى البعيد، فضمّ أسماء شابة واعدة مثل يورغنسن وبيندرز يعكس توجهًا نحو الاستثمار في الحراس الذين قد يسهمون مستقبلاً. لكن طرح سياسة كهذه دون حارس متمرس قادر على تحقيق الفارق فورًا يحمل مخاطرة كبيرة، خاصة مع الضغوط المتزايدة على النادي لاستعادة استقراره المفقود منذ سنوات.
من ناحية أخرى، يُثار الجدل حول تأثير ميزانية النادي على مثل هذه القرارات. إنفاق تشيلسي الكبير في المواسم القليلة الماضية ألقى بظلاله على إمكانية تحمل تكاليف ضم لاعب بحجم ماينان الذي تُقدر قيمته السوقية بمبلغ كبير. وبدلًا من إحضار اسم لامع يمكنه ترميم الثغرات الفنية مباشرةً، يتبنى البلوز الآن نهج “التطوير التدريجي”. لكن قد تتساءل الجماهير عن مدى حكمة ذلك وسط مشهد كرة القدم التنافسي الحالي.
المشكلة ليست فقط بعدم التعاقد مع أحد أفضل الحراس الحاليين بل في الرسالة الضمنية التي وصلت للجماهير: هل هذا الفريق كما هو قادر على المنافسة بأعلى المستويات؟ قرار إرسال حارس للإعارة وآخر للبيع لا يُغير الواقع؛ لا يوجد مرشح واضح ليحمل العبء الثقيل أو يمنح الدفاع الثقة الضرورية.
في نظام يعتمد على بناء الهجمات من الخلف، مثل أسلوب إنزو ماريسكا، يصبح التأكد من وجود حارس يتمتع بالثبات والمهارة في السيطرة أمرًا لا بد منه. ومع غياب البدائل اللامعة، يظل اعتماد البلوز على “الخيارات المؤقتة” مثيرًا للقلق وربما مصدرًا للمشاكل مع تقدم الموسم.
مشجعو تشيلسي قد يشعرون بإحباط عميق حيال هذا النهج الانتقالي الباهت. ففي موسم كان يجب أن يشهد إعادة بناء مدروسة وطموحة، يبدو أن النادي يقامر بإستراتيجية قد تكون محفوفة بالمخاطر. صحيح أن تجنب التعاقدات الفخمة دون سبب حقيقي يُظهِر الرشد المالي، لكن هل عدم إبرام صفقة بحجم ماينان خطوة سليمة عندما يكون الفريق بحاجة لرأس مال من الثقة؟ أم أن هذا القرار سيُثبت أنه خطأ يتضح لاحقًا مع تصاعد الصعوبات؟
الجماهير تأمل أن يكون تجاهل ماينان جزءًا من خطة محسوبة وليس مجرد تردد قد ينتهي بإبراز مشاكل الدفاع وقلة الاستقرار في لحظات حرجة من الموسم. ومن يدري؟ ربما تعتمد الإدارة على معجزة أو إشراقة مفاجئة من سانشيز أو بيتروفيتش، ولكن هل حقاً الناس على استعداد للمجازفة بغموض كهذا؟