أنطونيو روديجر، مدافع فريق ريال مدريد الإسباني، أفاد في تصريحات حديثة بتعرضه لإساءة عنصرية خلال مواجهة فريقه أمام باتشوكا المكسيكي ضمن بطولة كأس العالم للأندية. هذا الحادث وقع في اللحظات الأخيرة من المباراة، ما أثار جدلاً واسعاً على المستويين الرياضي والإعلامي.
اشتعل التوتر بين روديجر وقائد فريق باتشوكا، جوستافو كابرال، عندما ادعى المدافع الألماني أنه تعرض لتدخل عنيف من جانب اللاعب الأرجنتيني، وذلك خلال الدقائق الأخيرة من اللقاء. وبناءً على تلك الواقعة، توجه روديجر إلى الحكم رامون أباتي آبل ليبلغه بما حدث. استجاب الحكم بالإشارة إلى تفعيل بروتوكول مكافحة العنصرية، والذي يُعد إجراءً معتمداً في كرة القدم لمواجهة مثل هذه الأحداث.
على الرغم من تلك التطورات، لا تزال تفاصيل حادثة الإساءات العنصرية غير واضحة تمامًا، حيث لم يُحدد بعد ما إذا كانت الإساءات قد صدرت من أحد الجماهير أو من أحد لاعبي الفريق الخصم. وفقاً لإجراءات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يتم التعامل مع أحداث العنصرية باتباع ثلاثة مراحل تشمل إيقاف المباراة مؤقتاً، ثم تعليقها بشكل كامل إذا استمر التصرف، وفي أشد الحالات يتم إلغاء المباراة بالكامل.
المباراة التي انتهت بفوز ريال مدريد بنتيجة 3-1، شهدت تجدد الاحتكاكات عقب انطلاق صافرة النهاية، ما أظهر التوتر الواضح بين لاعبي الفريقين. في أعقاب اللقاء، صرح المدير الفني لريال مدريد، تشابي ألونسو، قائلاً: “روديجر تحدث عن تعرضه للإساءة ونحن نثق بكلامه. من واجبنا الوقوف بجانب لاعبينا ومساندتهم في مثل هذه المواقف”. وأضاف ألونسو أن تطبيق سياسة عدم التسامح تجاه العنصرية أمر بالغ الأهمية ويستلزم التزاماً صارماً من جميع الأطراف. كما أكد أن هناك تحقيقاً جارياً من قبل الفيفا وسيتم الكشف عن تفاصيل ما حدث بمجرد انتهاء الإجراءات.
تجدر الإشارة إلى أن روديجر كان دائماً مدافعاً قوياً عن قضايا محاربة التمييز. ففي عام 2021، وأثناء فترة وجوده كلاعب لنادي تشيلسي الإنجليزي، صرح بأنه لا يرى أي تغيير فعلي في مكافحة العنصرية على الرغم من الحملات المتكررة الداعية لذلك، وأكد حينها عزمه على مواصلة النضال ضد كافة أشكال الكراهية والتمييز.
من جهة أخرى، انتقد بعض النشطاء والمعنيين بمكافحة العنصرية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مؤخراً بسبب ما اعتبره البعض تخلياً عن الالتزام بالترويج لرسائل مناهضة العنصرية خلال بطولة كأس العالم للأندية. هذا الموقف أثار أسئلة حول مدى جدية الالتزام بهذه التوجهات على مستوى البطولات العالمية.