في صيف مليء بالتحولات الكبرى، وجد ريال مدريد نفسه في مفترق طرق جديد. الفريق قام بعدد من التعاقدات البارزة لتدعيم صفوفه، لكنه في الوقت ذاته يستعد لتوديع مجموعة من اللاعبين الأساسيين الذين قدموا الكثير للنادي عبر السنوات. من أبرز الأسماء التي ستكون خارج أسوار النادي قريبًا هو لوكا مودريتش، الذي تأكد رحيله، ويبدو أن لوكاس فاسكيز سينضم إليه مع انتهاء عقديهما دون تجديد. أما رودريغو غوس، فقد ارتبط اسمه بشائعات قوية حول انتقال محتمل، ونفس الحال ينطبق على ديفيد ألابا، الذي بدأت الشكوك تحيط بمستقبله مع الفريق.
كانت رحلة ألابا مع ريال مدريد تحمل نجاحات واضحة، فقد كان عنصرًا لا غنى عنه في التشكيلة الأساسية حتى ديسمبر 2023. لكن إصابة خطيرة في الرباط الصليبي الأمامي غيّرت المعادلة تمامًا. منذ عودته من الإصابة، وجد اللاعب النمساوي نفسه بعيدًا عن مستواه السابق، ما جعله أقل أهمية بالنسبة للمدرب والتشكيلة.
ومع اقتراب الموسم الجديد، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا بالنسبة لألابا. تشير التوقعات إلى أنه سيكون الخيار الخامس في ترتيب مدافعي قلب الدفاع بعد أسماء مثل دين هويسن، أنطونيو روديغر، إيدر ميليتاو، وراؤول أسينسيو. بل وقد يدخل أوريلين تشواميني، الذي استخدمه المدرب ألونسو كمحور دفاع خلال كأس العالم للأندية، في المنافسة أيضًا.
ولكن ما موقف ريال مدريد؟ يبدو أن النادي يسعى إلى التخلص من عبء كبير يتمثل في راتب ألابا المرتفع. وفقًا لتقارير صحفية، يفضل النادي رحيله هذا الصيف على الرغم من إدراك الإدارة لصعوبة إيجاد عرض مغرٍ بسبب مشاكل الإصابات وانخفاض شعبية اللاعب. حتى محاولات فسخ العقد بالتراضي لم تجد طريقها إلى النجاح حتى الآن.
على الرغم من كل هذه الملابسات، يبقى الانتقال الصيفي لديفيد ألابا الخيار الأكثر منطقية لخطة ريال مدريد طويلة المدى. إلا أن هناك سيناريوهات تبقي ألابا في الصورة. إذا قرر ألونسو اعتماد خطة ثلاثة مدافعين بشكل دائم، قد يكون للنجم النمساوي دور رئيسي كخيار إضافي داخل خططه التكتيكية. لذا، رحيله الكامل قد لا يحدث قبل نهاية موسم 2025 إذا لم يتمكن النادي من تأمين بديل مناسب.
الحسم النهائي لمصير ديفيد ألابا مرهون بالكثير من العوامل. ورغم أن كل شيء يشير إلى أن خروج اللاعب بات قريبًا، إلا أن الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت تغير مسار القصة بأكملها.