اتخذ يورجن كلوب قرارًا وصف بالجريء عندما فضّل التعاقد مع داروين نونيز بدلاً من ألكسندر إيزاك في عام 2022، وهو ما يبدو الآن قرارًا محل الندم داخل أروقة نادي ليفربول.
في تلك الفترة، أتيحت للريدز فرصة التعاقد مع إيزاك، لكنهم اختاروا بدلاً من ذلك التوجه نحو لاعب آخر لشغل مركز الهجوم رقم 9. وبعد مرور ثلاث سنوات، أصبح من الواضح أن صفقة نونيز لم تحقق النتائج المأمولة.
مدير الأبحاث السابق في ليفربول أشار إلى الأسباب الكامنة خلف استبعاد فكرة ضمّ إيزاك لصالح إنهاء صفقة نونيز آنذاك. في ذلك الصيف، انتقل نونيز إلى ليفربول في صفقة قياسية قادمًا من بنفيكا، بينما انضم إيزاك إلى نيوكاسل يونايتد قادمًا من ريال سوسيداد. منذ ذلك الحين، شهد المهاجمان تطورات متباينة: حيث أصبح إيزاك أحد أبرز مهاجمي الدوري الإنجليزي الممتاز، بينما عانى نونيز للحفاظ على مستوى ثابت أمام المرمى.
مع تصاعد الحديث عن مستقبل نونيز، برز اهتمام نابولي بضمّه خلال الفترة الصيفية المقبلة، بالإضافة إلى عروض محتملة من أندية سعودية. وعلى الجانب الآخر، يُعد موقف إيزاك مختلفًا تمامًا؛ إذ يتمسك به نيوكاسل، مقدرًا قيمته السوقية بأكثر من 150 مليون جنيه إسترليني (ما يقارب 206 ملايين دولار)، وهو مبلغ يجعل انتقاله أمرًا غير مرجح.
ورغم ذلك، يبدو أن ليفربول ما زال يضع إيزاك ضمن خياراته، خصوصًا في ظل أزمات نونيز وديوجو جوتا أمام الشباك. لكن الواقع قد يكون مختلفًا إذا كان النادي قد حسم قراره بالتعاقد مع إيزاك منذ ثلاث سنوات.
إيان غراهام، الذي شغل منصب مدير الأبحاث في ليفربول لمدة 11 عامًا، اعتمد على استخدام التحليلات المتقدمة والإحصائيات لتوجيه استراتيجية التعاقدات بالنادي. هذا النهج غير الكثير في طريقة عمل النادي وساهم في جلب أسماء بارزة مثل ساديو ماني ومحمد صلاح، رغم أن كلوب كان يميل آنذاك إلى التعاقد مع جوليان براندت بدلاً من صلاح.
غراهام أشار خلال مقابلة حديثة إلى أن يورجن كلوب كان له تأثير أكبر على قرارات التعاقدات خلال السنوات الأخيرة من فترته في أنفيلد. وذكر أنه في عام 2022، ضمن قائمة أفضل المهاجمين الشباب بأوروبا، كان كلوب يفضل نونيز على إيزاك، وهو خيار أيده النادي حينها.
غراهام أوضح: “يورجن حقق نجاحات كبيرة مع ليفربول، لذا من الطبيعي أن تكون له الكلمة الفصل في توجيه الأمور بهذا الشكل”. وأضاف: “في ذلك الوقت، كانت هناك خيارات محدودة بجانب إيرلينج هالاند، الذي انتقل إلى مانشستر سيتي كونه خارج متناولنا ماليًا. كلوب رغب بوضوح في ضمّ نونيز، ومن وجهة نظرنا كمحللين كان علينا دعم هذا الخيار”.
رغم التحديات التي واجهها نونيز منذ انضمامه، يظل اعتباره كأحد أفضل المواهب الشابة آنذاك أمرًا لا يمكن تجاهله. وتبقى النقاشات مستمرة حول ما إذا كانت قرارات ليفربول في ذلك الوقت قد أثرت على مسار النادي بطريقة جوهرية أم لا.