برشلونة يجد نفسه في معضلة كبيرة قد تُعيد ترتيب أوراقه بشكل غير مسبوق. حتى يتمكن النادي من تسجيل لاعبه الجديد خوان غارسيا، يتوجب عليه إفساح المجال ماليًا من خلال الاستغناء عن أحد اللاعبين الرئيسيين، ويبدو أن الخيار قد وقع على حارس المرمى مارك أندريه تير شتيغن، الرجل الذي كان يومًا رمزًا في تشكيلة الفريق الأساسية.
تير شتيغن لم يكن في أفضل حالاته هذا الموسم، حيث غاب عن معظم مباريات موسم 2024-2025 إثر إصابة خطيرة في الركبة تعرض لها في سبتمبر الماضي. ورغم عودته المتأخرة مع اقتراب نهاية الموسم، إلا أن مستواه لم يعد كما هو، ليجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية لصالح فويتشيك تشيزني، الحارس الذي أثبت نفسه كلاعب أساسي ومرشح للبقاء مع الفريق وتوقيع عقد جديد.
الموقف الحالي يجعل تير شتيغن مرشحًا ليصبح الحارس الثالث في برشلونة، وهو وضع غير مرضٍ تمامًا بالنسبة له وللنادي. بالنظر إلى راتبه العالي ومحدودية مشاركته المستقبلية، يبدو أن رحيله خيار منطقي ومن شأنه أن يخدم الطرفين. لكن العقبة الأكبر تبقى رفض اللاعب للانتقال، حيث أفادت التقارير بأن تير شتيغن قد رفض عرضًا سابقًا للخروج من النادي.
في تطور جديد يزيد من احتمالية رحيله، أبدى فريق إنتر الإيطالي اهتمامًا بالتعاقد معه. إنتر قد يكون بحاجة لحارس مرمى جديد مع احتمالية فقدانه يان سومر لصالح غلطة سراي، ما دفعه لتحديد تير شتيغن كهدف لتعزيز صفوفه. ومن المتوقع أن يتقدم النادي الإيطالي بعرض رسمي في وقت قريب جدًا، ربما في مطلع الأسبوع المقبل.
لكن ماذا يعني هذا بالنسبة لتير شتيغن؟ الوضع الحالي يضعه أمام تحدٍ كبير، إذ إن بقاءه في برشلونة سيؤدي إلى قلة مشاركاته، خاصة مع ترتيب الحراس الجديد للموسم القادم. هذا قد يؤثر على مكانته مع المنتخب الألماني الذي يحتاج إلى حارس يشارك بانتظام للحفاظ على مستواه، خصوصًا مع اقتراب كأس العالم 2026.
برشلونة يأمل أن تكون هذه المعطيات دافعًا لتير شتيغن لقبول الرحيل وتغيير مساره المهني. وبالنسبة له، الانتقال إلى نادٍ مثل إنتر يُعد فرصة ذهبية لمواصلة اللعب على أعلى مستوى والمنافسة في أبرز البطولات الأوروبية. يبدو أن القرار بين يديه الآن؛ فهل يغتنم الفرصة أم يتمسك بالبقاء رغم كل الظروف؟ الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد حول هذه الصفقة المحتملة وأثرها على مستقبل اللاعب والنادي.