أندي روبرتسون، أحد أبرز نجوم ليفربول في العصر الحديث، يعد رمزًا لا يُنسى في تاريخ الفريق. منذ انتقاله إلى صفوف الريدز قادمًا من هال سيتي في صيف 2017، حصد اللاعب الاسكتلندي الألقاب الكبرى التي يحلم بها أي لاعب، حيث رفع دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز في موسمي 2019 و2020، ليحفر اسمه في ذاكرة الجماهير.
ورغم الضغوط والانتقادات التي لاحقته مؤخرًا بسبب مستواه وأدائه، والتي تعاظمت بسبب الإصابة التي تعرض لها في موسم 2023/24، إلا أن هذا لا يُنقص من مساهمته الكبيرة مع الفريق. وقد بلغ حصاده مع ليفربول حتى اللحظة 318 مباراة سجل فيها 11 هدفًا وصنع 66 تمريرة حاسمة، مما يجعله جزءًا محوريًا من قصة نجاح النادي. ومع أن بداياته الاحترافية كانت في كوينز بارك، دندي يونايتد، وهال سيتي، إلا أن ارتباطه بليفربول يفوق مجرد الأرقام، فهو بات ركنًا أساسيًا في تاريخ النادي.
لكن الغريب في قصة روبرتسون هو احتمال أن يكون مساره الكروي أخذ اتجاهًا مغايرًا تمامًا. كان قريبًا من الانضمام إلى غريم ليفربول المحلي، إيفرتون. بل إن المدرب ديفيد مويس، الذي قاد فرقًا مثل إيفرتون ومانشستر يونايتد وسندرلاند، حاول جاهدًا ضم اللاعب في مراحل مختلفة من مسيرته.
صرّح روبرتسون في مقابلة قديمة مع Premier League Stories أنه خلال يناير 2014، كان هناك اهتمام من إيفرتون الذي أراد التعاقد معه وإعارته لدندي يونايتد. لكنه لم يُعر اهتمامًا كبيرًا لما قد يحمله المستقبل حينها، حيث كان يعيش اللحظة ويستمتع بالأداء دون التفكير البعيد.
وعلى الجانب الآخر، يُذكر أن مويس كان قريبًا للغاية من خطفه لسندرلاند خلال موسم 2016/2017. كشف مويس في تصريح عبر بودكاست The Overlap أنه تفاوض مع وكلاء اللاعب أثناء توليه تدريب سندرلاند، وكان يأمل في التوقيع معه خلال تلك الفترة. ولكن حينها، تواجد كل من سندرلاند وهال سيتي في صراع الهبوط، وهو ما جعل الصفقة تتعثر.
اليوم، وبعد أن انتقل روبرتسون إلى ليفربول مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني فقط في يوليو 2017، لطالما اعتبر إتمام هذه الصفقة ضربة حظ كبيرة للنادي الأحمر. بالنسبة للكثيرين، يبدو من الواضح أن مسيرته كانت على وشك اتخاذ مسارات أخرى، لولا تلك الظروف التي جمعته بليفربول وأهدته منصة أصبح عليها أحد أعظم أظهرة الجيل الحالي.