رصد خطأ مثير في قرعة تصفيات أوروبا لكأس العالم 2026

رصد خطأ مثير في قرعة تصفيات أوروبا لكأس العالم 2026

أثارت قرعة تصفيات كأس العالم، التي نظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، موجة غاضبة من الانتقادات في الأوساط الرياضية والسياسية يوم الجمعة. السبب؟ ما وصف بـ “الخطأ الجسيم” الذي لاحظ المتابعون أثناء بث الحدث.

نُظم السحب الذي طال انتظاره في مدينة زيورخ السويسرية وتم عرضه مباشرة عبر منصة FIFA+ وقناة الاتحاد على YouTube، حيث كانت الأنظار متجهة صوب الحدث العالمي. تولى رئيس فيفا، جياني إنفانتينو، تقديم الفعالية بحضور نجوم عالميين مثل روبرت بيريس، جيانلوكا زامبروتا، راشيل يانكي، أريان هينجست، وفيرناندو لورينتي الذين ساهموا في سير مراسم السحب.

لكن المفاجأة جاءت قبل انطلاق عملية القرعة، عندما عرض المنظمون شريطاً تفسيرياً يوضح فيه العوامل المؤثرة في توزيع الفرق على المجموعات. وخلال عرض الخريطة المرافقة، أظهر المنظمون أوكرانيا دون ضم شبه جزيرة القرم – المنطقة التي تتنازع عليها كييف وموسكو وسط صراع دموي منذ سنوات.

هذا التصرف أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد الانتقاد اللاذع من حساب نادي KarpatyLvivFC الأوكراني عبر منصة X (المعروفة سابقاً بتويتر). وعلق الحساب قائلاً: “فيفا، هل أنتم بخير؟ تظهرون دولاً لا يمكن أن تلتقي في نفس المجموعة وفق قوانينكم. لكنكم أيضاً تنتهكون سيادة أوكرانيا بإظهار خريطة دون القرم”. وأضاف: “القرم كانت وستظل جزءاً من أوكرانيا. بهذا التصرف، أنتم تشرعنون الاعتداءات الروسية. نطالب باعتذار رسمي!”

وتوالت ردود الفعل الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي. عبّر أحد المغردين عن استيائه قائلاً: “أثناء قرعة مونديال 2026 في مقر فيفا بزيورخ، عُرضت خريطة ناقصة لأوكرانيا. كيف يمكن لفيفا أن تتجاهل هذه الحقائق الجغرافية الواضحة؟”. بينما وصف مشجع آخر الأمر بأنه “فضيحة مطلقة”، قائلاً: “حتى الأمم المتحدة تعترف بالقرم كجزء من أوكرانيا، فلماذا يظهرها فيفا تحت سيادة روسيا؟”

يُذكر أن الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرضا حظراً شاملاً على مشاركة الفرق الروسية منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022. هذه القرارات حُددت مجدداً الشهر الماضي، ما يعني استمرار استبعاد روسيا من المشاركة في البطولات الكبرى حتى مونديال 2026، مما يُبقي المجموعات التنافسية للمباريات ناقصة بفريق واحد عن المعتاد.

في الرياضات الأخرى، وبينما تسمح بعض الألعاب بمشاركة رياضيين روس تحت العلم المحايد أو رايات أخرى مثل “الرياضيين الفرديين المحايدين”، يبدو أن كرة القدم تتخذ موقفاً أكثر حدة تجاه الأحداث السياسية المعقدة.

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم أو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن الأزمة الأخيرة. الصحيفة الرياضية SPORTbible أكدت تواصلها مع المؤسستين للحصول على توضيح رسمي حول الواقعة التي أشعلت الجدل.

الأنظار حالياً متجهة نحو مزيد من الخطوات المحتملة سواءً للاعتذار أو لتوضيح الصورة مستقبلاً. وبينما تسعى عوالم الرياضة غالباً للابتعاد عن السياسة والتحزب، يبدو أن الحالات الشائكة مثل هذه تجبرها على التورط بعمق.

مقالات ذات صلة